طُرُقُ يسوع المسيح

 

يسوع المسيح في الدين الإسلامي :

الطُرُق التي سلكها (سارها) المسيح  ومساهمته بدعم الوعي والشعور في الإنسان مما أدى إلى تغييرمعالم البشر في هذا الكون :

 

هنا صفحة من المعلومات الحيادية بآراء حديثة مستقلة نابعة عن الخبرة الطويلة والأبحاث العلمية والتى تفيدنا في تطورنا الذاتي .

هذا موجز للبلاد العربية وأيضا للبلاد الإسلامية .

يسوع المسيح والإسلام

الدين كإعادة الإتصال بالله بالمسيرة مع يسوع المسيح .

أهمية المبادئ الأساسية في القيم الأخلاقية

أهمية  وجهات النظر في الدين المسيحي بما يتعلق بالقضايا الإقتصادية والإجتماعية

علوم الطبيعة والإيمان بالله

 

نصوص  ذات شمول واسعة عن  الكتب المقدسة والوحي ومواضيع اخرى نقدمها لكم بلغات متعددة مثلا على ذلك : وجود ذلك في صفحة الإنترنت الإلكترونية الإنكليزية . وإننا دائما نسعى بتحديث تلك المواضيع .

 

هذه صفحتنا الخاصة في الإنترنت

http://www.ways-of-christ.com/ar

 

الموضوع الرئيسي  قسم 1 :

موضوع ذو شمول موسع  وإرشادات  باستعمال التأمل الفكري لفهم معنى هذه النصوص وذلك بعدة لغات اخرى ، ويحتوي  على النقاط التالية :

" في البدء كان الكلمة " والكلمة صار بشرا.." يسوع الناصري : ولادته ؛ بالإضافة إلى صفحة اخرى عن الولادة من جديد بالمعنى المسيحي؛ هل هناك مغزى في حيات المسيح أثناء حداثة سنه ؟ ملحوظة هامشية وحوار بخصوص " يسوعين ـ يسوع الولد " . المعمودية في نهر الأردن من يوحنا المعمدان ؛ مع صفحة إضافية لإيضاح معنى المعمودية في الوقت الحاضر . الخلوة في الصحراء؛  التجربة ؛ " محاولة إغراء يسوع " الزواج في قانا ؛ ( رأي الدين المسيحي في ممارسة الجنس ، عطف وتفهم ومحبة ) ؛ الإجتهاد المقدس ( وجهة النظر بالإنفعال النفسي ) ؛ عظة الجبل  )وجهة النظر بما يتعلق بالعقلانية ) ، تجلي يسوع على جبل طابور ؛ السؤال عن موضوع " العجائب " إقامة لعازر من بين االأموات . " الخراف " يسوع يغسل أقدام التلاميذ . يسوع يعلن أنه المسيح في بتانيا (وجهات نظر مهمة بما يتعلق بالروحيات المسيحية ) ؛ العشاء السري ،  إلقاء القبض على المسيح وضربه بالسياط ؛ تتويج المسيح بتاج من الشوك ، وعظات الوداع ؛ صلب المسيح ودفن جثمانه في القبر ، مع لفت النظر إلى التصوف في المسيحية ؛ السؤال عن القبر الخالي ، "عن الصعود إلى الجنة " " عن الإنحدار إلى  الجحيم " القيامة ؛ الصعود إلى السماء ، الصعود ؛ العنصرة ( ظهور المسيح لتلاميذه) ؛ صورة ليسوع  .

الموضوع الرئيسي قسم 2   :  

الرؤيا ليوحنا ؛ كيفية معالجة التنبؤات ؛ محتويات رؤيا يوحنا : الكنائس السبعة ـ مع صفحة إضافية لتوضيح دور الكنيسة في الوقت الحاضر وإتجاهات اللاهوت في المعمورة ـ ؛ الأختام السبعة ؛ الأبواق السبعة ؛ " الرعود السبعة " والنبيين ؛ المرأة والتنين ؛ الحيوانات البحرية ذات السبعة رؤوس ، الحيوان الأرضي ؛ " النكبات السبعة الأخيرة " ونهاية " بابل " وعودة يسوع المسيح ؛ ـ مملكة السلام الحقيقية لمدة ألف سنة - . " السماء الجديدة ، الأرض الجديدة وأورشليم الجديدة " . نهاية الـمـوضـوع : المسيحية ؛ اللوحة : الموقف الـمـسيـحـي ـ " على هذه الدنيا وليس من الدنيا " . " طريق ثالث " ؛ لفت النظر إلى نوعية العرض الجيدة ، نسخة مطبوعة ، واستمارة للبريد الإلكتروني في جهة اليمين .

3) مواضيع اخرى :

 صلاة لإحلال السلام ، الحياة والأرض ، أسس القيم الأخلاقية ؛ تصحيح صغير مستحدث عن" ما أزيح الستار من قصص ومطبوعات حديثة كتبت عن المسيح " ؛ يسوع وسبل التغذية ، علم الطبيعة والإعتقاد بالله ، يسوع  وشفاء المرض ـ وأيضا في العصرالحاضر ـ البركة ؛ وجهات النظر المسيحية بما يتعلق بقضايا علم الإقتصاد وعلم المجتمع ؛ وجهات النظرالمسيحية في القضايا السياسية والإجتماعية ، علم الفلسفة والدين المسيحي . تعليق على خطاب السيد هابرمان : " العقيدة والعلم " ؛ المحافظة على البيئة والخلْق ، الحياة التي لم تولد بعد ، هذه الصفحات والإتجاهات المختلفة في الفقه المسيحيّ ، الإلهام والتأمل الروحيّ المسيحيّ والكنيسة ، وجهات النظروالأسئلة المختلفة بما يتعلق بالحياة بعد الموْت ومعناها في هذه الحياة ، المسيحيّة وموقفها تجاه دراسات " القضاء والقدر " وإعادة الولادة " التقمّص " ....

 4)  العهد القديم (التوراة) والمساهمة في الحوار مع الأديان الأخرى :

 العهد القديم (التوراة) ، الدين اليهوديّ ويسوع المسيح ، يسوع المسيح والإسلام ، البوذيّة ، الزرادشت (بارسيسم) ، الهندوسيّة ، الطاويّة ، مذهب الكونفوشيوس ، الشينتويسم وغيرها من الأديان والمذاهب الطبيعيّة الأخرى ، الدين " وإعادة ربط علاقة " الإنسان بالله .

 

الإنجيل

 

طُرُقُ يسوع المسيح

 

معلومات عامّة عن: يسوع المسيح والإسلام

الحوار بين الأديان

وُضعت هذه الكلمات لكي تساهم بتحسين التفاهم والسعي لإيجاد "حوار سلمي بين الإديان المختلفة" كما هو مُتبعٌ منذ زمن بعيد. ونحن لا نأخذ لنفسنا الحق بتاتاً في وضـع الوصـف الصحيح أو المطلق للديانة الإسلاميّة على هذه الصفحة الإلكترونيّة ؛ ولوجود عدة مدارس مختلفة في الإسلام. ****

القرآن الكريم *) والكتب الدينيّة الأخرى.

الإسلام معناه: "الإستسلام لمشيئة الله ".
يُعتبر القرآن الكريم "كتاب الدين الإسلامي المقدّس" كوحي اُنزل علي النبي محمّد عليه السلام من قبل الله بواسطة الملاك جبريل والذي يُعرف بإسم الملاك جبرائيل في الديانة المسيحيّة.
يأخذ القرآن الكريم مكان الصدارة بين الكتب المقدّسة الأخرى. بينما تلعب أيضا الكتب الأخرى كالسنّة والحديث دوراً مهماً في المساعدة على تفسير وفهم القرآن الكريم وبالإضافة إلى ذلك كونهما وصلا إلينا من الوقت الذي عاشه النبي محمّد عليه السلام.
لا يختلف الأنبياء بشكل عام في حياتهم وفي تصرّفاتهم عن بقيّة البشرّ . ومن الجدير بالذكر؛ بأن هناك مسيحيّون وأيضاً مسلمون ليست لديهم أيّة معلومات دقيقة عن كتبهم الدينيّة المقدّسة.

يُسمّي القرآن الكريم المسيحيين وكذلك اليهود بـِ "أهل الكتاب" (السورة 4,171*) "وأولاد إسرائيل." وعلى الرغم من أنّ أيّ إنسان كان يستطيع التعرّف على فحوى القرآن الكريم فإن الأكثريّة لا تهتمّ بذلك.
يصبّ علماء الدين بالإجماع إهتمامهم في التعمّق بدراسة الديانات والكتب المقدّسة على إختلاف أنواعها ويحاولون البحث عن التطورات التاريخيّة التي رافقتها. دراسة الكتب الدينية ومعاملتها بإحترام فائق هو واجب على كل إنسان.

كتب بعض المعلقين من المسلمين في تفسير القرآن المجيد بأن القرآن محفوظ بطابعه الأصلي والأساسيّ عند الله تعالى ويستطيع الإطلاع عليه فقط الملائكة الطاهرون والرسل من البشر ، وقسم آخر من الفقهاء والمعلقين قال بأن قارئي القرآن الكريم الموجود على وجه الأرض هو القرآن المجيد الموجود في الحالة الأصليّة التي اُنزل بها.

يُعتبـر النبي محمّد عليـه السـلام كرسول اُرسـل فـي زمـن أو فـي فترة زمنيّة لا وجـود فيهـا لغيـره مـن الأنبياء كـما فـي الســورة (5,19)*. يفرّق القرآن حسب تعاليم النبي محمّد عليـه السلام بيـن "أهـل الكتـاب" وبيـن "الغيـر المؤمنين" (الكافرين) . المقصود بأهل الكتاب هم المسيحيون واليهود الذين يقفون بجانب المسلمين وكذلك أيضاً الزراداشت كما في السورة "22,17 *".
إن القرآن يعترف أيضاً بالعديد من الأنبياء الآخرين الذين دعوا لعبادة إله واحد وبشّروا بقيامة الأموات في يوم الآخرة كما هو مذكور في السورات التالية: " 6,83 وإلى 92 ؛ سورة 7 وسورة 4,163 *" وهؤلاء من الذين يعبدون إله واحد لا يعتبرون من الكفار كما في السورة " 5,84 * وغيرها من السورات الأخرى".
لم يُجبر المسيحيين واليهود باعتناق الإسلام في القرون الأولى من إنتشار الدين الإسلامي كما هو ورد في تعاليم القرآن في السورة "2,256 لا إكراه في الدين".
ويُعترف بإبراهيم عليه السلام كإحدى الحنفيين الذين آمنوا بالله.كما "*في السورة 6,79 ".

كلمة ألله عز وجلّ – كانت تُسمّى قبل الإسلام في اللغة العربيّة الإله وهي مشتقة من الساميّة الأصل بنفس المعنى إيلوهين كما هي مذكورة أيضاً من قبل النبي موسى عليه السلام في اللغة العبريّة.

"الكفار" "الوثنيّون الباطنيّون" معنى الكلمة هم عبدة الأصنام وهم الذين كانو يعبدون عدّة آلهة في زمن النبي محمد عليه السلام والذين كان الرسول يحاربهم في الجزيرة العربيّة. وقد حذرت الكتب المقدّسة منهم في الدين المسيحي واليهودي. وفي يومنا هذا يعتبر المسلمون ان الكفار هم كل الذين لا يعبدون الإله الواحد ولا يعتقدون بيوم الآخرة ؛ وفي بعض الأحيان يعتبر بعض المسلمون وبشكل خاطئ أن كل الذين الغير المسلمين هم من الكفار وحتى المسلمون من الطوائف الأخرى هم ايضاً من الكافرين.

يسوع المسيح في القرآن الكريم.

الجدير بالذكر ان القرآن يعترف بالسيّد المسيح الذي أتى ذكره في عدّة سورات كـ "مرسل من الله" و "كلمة الله" التي بدون تفسير واضح ، ومن "روح الله" كما ورد في السورة "4,171" خُلق مثل آدم كما في السورات "2 و3 و5 وغيرهم..."
ومن الواضح بأن يسوع المسيح عليه السلام كان قد فُهم في واقع الإسلام الحقيقي على كل حال أكثر من بعض اللاهوتيين المسيحيين الحديثين أنفسهم والذين أرادوا إعتبار يسوع المسيح كمصلح للمجتمع فقط.

كانت تعاليم يسوع المسيح تُعتبر فقط كدنيويّة في زمن النبي محمّد عليه السلام ، والقرآن لم يعترف بالمسيح كإبن الله ولا بالثالوث القدوس . ولم يكن هناك من المسيحيين الذين توجب عليهـم تفسير مـا كـان مقصوداً في البدء ، والذين كان بإمكانهم توضيح الحقيقة كمـا وردت بالفعل ؛ كي يستطيع الآخرون ذوي المبادئ الأخرى أن يفهموها كما في السـورة "6,101". وقد ورد في الرسالة 1.4 إلى الرومان بأن يسوع المسيح قد اُنزل بقوّة الروح القدس "كإبن الله" بما معنى: لم يُخلق.
إن الله لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وكون يسوع المسيح في الإسلام غير مولود وإنما مخلوق فهو ما يتناسب أيضاً مع عقائد الدين المسيحي.
كما ذكرنا سابقاً فإنّ تفسير الكلمة "اليونانيّة Logos" التي تذكر بالكلمة في الإنجيل ومن المنشأ الألهي بما يعني إرسال يسوع المسيح عليه السلام ؛ ولكن منشأ المسيح عليه السلام إن كان في الأنجيل أو في القرآن سيبقى سراً روحانيّا ؛ لم يستطع إلى الآن لا المسيحيّون ولا المسلمون أن يفسروه بالتمام؛ وبذلك يبقى الخلاف موجوداً بينهما على تفسير هذا المفهوم!! وعندما يؤمن المسيحيون في هذه التعاليم فليس من الضروري فهم ذلك بمعنى "تعدّدية الألهة" وهذا بالتأكيد ما لم يقصده يسوع المسيح في تبشيره. صلوا بإسمي "معناه الصلاة بالإتحاد مع يسوع" للأب "الإله" كما ورد في إنجيل يوحنا 15:16؛ كل شيئ يدور في محور حياة يسوع المسيح حول الإله الواحد الذي هو متحد فيه والذي أراد ان يرينا بأنه يستطيع أن يصلنا إليه.

التعبير "Logos" من اللغة اليونانيّة الذي ورد في إنجيل يوحنا 1 يعني "كلمة الله" وهذا يعني هنا: مرتبط مباشرة بيسوع المسيح. وقد ورد هذا التفسير أيضاً في القرآن الذي ترجمه اللاهوتي باريت Paret بدون أن يذكر فيه يسوع المسيح عليه السلام . ويُفهم من خلال ما ورد في نسخات القرآن الكريم الأخرى بمعنى "العلاقة بالله" أو "بأمر الله" كما في "السورة 13,2 و13,11*".

القرآن الكريم يرى المسيح "مثل آدم" الذي خلقه الله من التراب "السورة 3,59*"ومرسل من الله ومن روح الله والذي ولدته مريم العذراء بلا دنس كما في "السورة19,17 وإلى 22*". وقد ورد في الكتب المسيحيّة: بشّر ملاك الله جبرائيل ولادة يسوع المسيح مــن الروح القدس؛ وكــذلك ورد أيضاً فـي القرآن المجيد: مـن قــوّة الروح المـقدّسة كـمـا فـي السـورة"5,110" . المسيح الشاب كان قد أخبر عن قيامته كما هو مذكور في القرآن المجيد في السورة "19,33*" وعن يوم قيامة المؤمنين ويوم الدينونة كما في السورة "4,159*" وقد ورد ذلك لعدّة مرات في القرآن الكريم.؛ ويذكّر القرآن الكريم أيضاً بأن المسيح رُفع حياً إلى السماء كما في السورات التالية: "4,157 و 158 و159 وفي 3,55 *".

المسيحيون و المسلمون يختلفون تماماً في الرأي بما يتعلّق بصعود المسيح إلى السماء ؛ هل صُلب ومات واستطاع بقوةّ الله أن يقوم من بين الأموات كما يعتقد المسيحيّون وصعد إلى السماء ؛ أم رُفع وهو حياً إلى السماء كما يعتقد المسلمون ولكنهم يتّفقون على أن المسيح لم يكن ميتاً بل كان حيّاً وكان يبشر العالم قبل أن يُرفع إلى السماء.
"إذ قال الله ياعيسى (المسيح) إني متوفيك ورافعك إليّ ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين إتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلى مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون" كما في السورة 3,55* و 5,48*".
ليتروى المسيحيّون والمسلمون عوضاً عن أن يتخاصمون ، فالأفضل أن يبحثون بهدوء عن حل للأسرار الإلهيّة المتبقّية.

ورد في القرآن المجيد عن قيامة المؤمنين ويوم الدينونة كما في السورات التالية:
"76,77 وإلى رقم 83 وفي السورة 69,13 إلى رقم 37 ؛ في السورة 75 وفي 99 وفي غيرها....*" بحيث أن المسيح سيعود ليكون شاهدا في يوم القيامة على أهل الكتاب كما في "السورة 4,159 مع مقارنتها بالسورة 16,89*" وما معناه بأن هؤلائك الذين الغير مسلمين والذين يعتقدون بالله وبيوم الدينونة كما هو في القرآن الكريم لا خطر عليهم كما في السورات التالية:"2,62 و 4,123 و 124 وفي السورة رقم 7,170*".
وما ورد في القرآن الكريم يتشابه مع ما ورد في الإنجيل عن يوم الدينونة الذي هو اليوم الذي سيحاسب فيه الله وليس الإنسان جميع البشر عن أعمالهم إن كانو مسلمين ؛ يهود أو مسيحيين.

(ليس مقصدنا هنا بتاتاً هو التشكيك في أيّة لحظة بما ورد في تعاليم أو في إستقلاليّة القرآن الكريم من خلال عرضنا فيما ورد في المقارنة بالتشابه وفي تقارب الأديان مع بعضها.)

الأسس والقيم الأخلاقيّة في الإسلام وفي المسيحيّة

تتقارب الأسس الأخلاقيّة**) في كل من الأديان الإبراهيميةّ الثلاثة. الوصايا موجودة في الإسلام وإن لم تكن في نفس التسلسل كما في السورات التالية:
"17,22 إلى 39 ؛ 5,38 إلى 40 ؛ 2,188 ؛ 4,135 ؛ 2,195 ؛ و 17,70 بما يتعلق بكرامة الإنسان*".
القرآن الكريم يمنع منعاً باتاً وبدون إستثناء قتل الأبرياءكما في السورة "5,27 إلى 32*".
كلمة "الجهاد" تعني "محاربة" ، "الحرب المقدّسة" لا وجود لها في القرآن المجيد، وإنما هي في حديث النبي عليه السلام وفي المدارس الإسلاميّة لبعض فقهاء الدين***). الجهاد الكبير هو العمل الروحي والأخلاقي الذي يجب على الإنسان أن يبذله في محاربة لذاته الداخليّة الخاصة به ؛ وهنا يُستطاع المقارنة بين الجهاد الكبير وبين ما قاله المسيح في رسالته "يجب أن تخرج لوح الخشب من عينك ......." وهنا يُستطاع تجنّب الكثير من الإختلافات التي لايعود لأساسها من قيمة.
"الجهاد بالكلام" هو الإدعاء السلمي للعقائد، "الجهاد باليد" هو القيام بتعليم الإيمان. "الجهاد بالسيْف" وهو يُسمّى أيضاً:
"الجهاد الأصغر" وهو يُسمح به فقط وبدون الإرتداد للدفاع عن مهاجمة المؤمنين كما في السورة " 2,190 *"
"حدّة" معاملة الذين يعتنقون الأديان الأخرى مبيّنة في القرآن المجيد في السورة "48,29 وفي السورة 47,4*".
الأحكام المتعلّقة بالتقاليد التي يجب إتباعها بين الرجل والمرأة بما فيها عدم سماح الزواج مع غير المسلمين هي متعدّدة وواضحة في القرآن الكريم بما فيه الكفاية.

أسس الدين الإسلامي مبنيّة على مايلي:
الشهادة بالتوحيد " أشهد أن لا أله إلا الله وأن محمداً رسول الله"
واجب تأدية الصلاة اليوميّة الواجبة على كل مؤمن وفي حينها " السورة 2,177*"
واجب تأدية الصيام السنوي في شهر رمضان " السورة 2,185*"
الحج إلى مكة المكرّمة ولمن إستطاع ولو لمرّة واحدة في الحياة "السورة 2,196*"
تأدية الزكاة في الحياة الإجتماعيّة " السورة 2,177*".

*) أرقام السورات اُخذت عن: ترجمة القرآن الكريم عن يد رودي باريت "Rudi Paret" التي طُبعت في مطبعة كولهامر باللغة الألمانيّة والتي ترضي متطلبات العقيدة الدينيّة والعلميّة الإسلاميّة وتتميّز عن غيرها من بين الترجمة الحرفيّة والتوضيح اللغوي في صيغتها المفهومة. وقد إستعنا في توضيح أرقم السورات بالصيغة المستعملة في المناطق الإسلاميّة المصريّة. بعض الترجمات الأخرى يمكن أن تستعمل إحدى التفسيرات فيصبح التوضيح قبل أو بعد المعنى الموجود في رقم السورات ( لذلك من المكن أن يكون رقم السورات الحقيقي في ترجمة القرآن الكريم من قبل الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة رقماً واحداً بعد الأرقام المذكورة أو من قبلها). من البديهي عدم إستطاعة أي كان ترجمة القرآن الكريم الحرفيّة كما هو اُنزل لصعوبة توضيح المعنى العميق من بعض سوراته.

قمنا أيضاٍ بالمقارنة المذكورة أعلاه من خلال ترجمة وتوضيح نقاط القرآن المجيد إلى اللغة الألمانيّة عام 2007 تحت العنوان التالي:"ترجمة وتوضيح القرآن الكريم من عادل تيودور خوري، 2007 إلى اللغة الألمانيّة" وقد حصل المترجم المذكور آنفاً على الإعتراف بالمدح والإستحسان من قبل علماء الدين الإسلامي ؛ لأن توضيحاته التي وردت في كتابه أخذت بعين الإعتبار التفسيرات التقليديّة التي اُنجزت من قبل مدارس الشريعة الإسلاميّة المعاصرة.

***) لم يكن للحروب الصليبيّة في العصور التاريخيّة القديمة أيّ مبرر في الكتب المقدّسة المسيحيّة ، وقد كانت صُمّمت واُرتكبت من قبل أيادي بشريّة لا علاقة لها بالكتب الدينيّة. وهناك الكثير من الأمثلة التي يستطاع ذكرها.

وتتمتع تلك الحروب باشمئزاز وسمعة سيئة جدّاً وهي مرفوضة لدى عدد كبير من المسيحيّين في البلاد الأوروبيّة.

****) (انظر في ذلك في الإسلام، في سورة 164، الآية 125.)

 

فوق طُرُ قات يسوع المسيح

أهمية الدين1) ـ" برجوع الإنسان  إلى ألله " ـ فوق طرقات يسوع المسيح

1) كلمة " الدين " في اللغة الاتينية (Religion)   مشتقة من (re-ligio)  هذا يعني إعادة الصلة " بالله " والذي يتجسم في أعماقنا . إن التصور " الهولوغرامي " ـ بما يعني : القدرة على تصورالأشياء بأبعادها الثلاثة " ـ ولو كانت  المقارنة بها بعيدة المدى ـ ، فهناك أيضا شيء مماثل له يحدث بأبعاد كبيرة .

 

الهموم البعيدة الأعماق معرفتها أثرها وأهميتها في حياة الإنسان

 

للشفاء بواسطة الصلات ولمتابعة استمرار التحول في أعماق الإنسان ؛ سأل يسوع المريض " هل تريد الشفاء ؟ " ( يوحنا 5،6 ) ما معناه ؛ هل تعرف أنت كم لا يزال ينقصك لتحويل طريقك إلى الكمال إذا أردت متابعة مسيرتك بإتجاه ألله ؟ " خيط أحمر اللون " من الممكن العثور عليه بسهولة وبدون أن نستعين بالعقائد الدينية . الطفل الذي ينمو ليتحول إلى شاب ومن ثم يصبح بالغا بالعمر يكتسب في مراحل حياته عدة قدرات دائمة التجديد ، وإن ما عاشه الإنسان من قدرات أثناء نشوئه تبقى مخبأة وكأنها وراء ستار . لاحقا يستطيع الإنسان بواسطة الصلات وبمساعدة الذاكرة التي تلعب دورها بالبحث عن تلك القوى ؛ إزاحة ذلك الستار عنها واسترجاع ما إكتسب من قدرات طبيعية مخبأة ؛ إلى نفسه من جديد . الإنسان يحافظ على الرغم من ذلك أيضا على المواهب التي نشأ عليها ، فبذلك يخف التشنج النفسي او يضمحل كليا . الإنشطار ـ في حيات الإنسان الذي أسبابه تصدع بسبب العوامل الخارجية في النفس وفي الروح ـ بين العقل وبين الغرائز الداخلية الموجودة في داخلنا ؛ يمكننا إعادته بطرق مختلفة إلى مجراه  الطبيعي؛ وخاصة فيما إذا سمع الإنسان نداء قلبه . من الملاحظ أن " ثمر شجرة المعرفة " في ميثولوجية  ( أسطورة الجنة ) تشير إلى ذلك الإنشطار ؛ وإن القول المأثور " الحق أقول لكم ؛ إن كنتم لا تتحولون وتصيرون مثل الأولاد الصغار ، فسوف لا تدخلون ملكوت السماوات أبدا" ، فمن أعماق هذه المعرفة يفهم الإنسان ما قصد بإمكانية العودة  ـ  ما دوّنه متى عن يسوع  18، 1 ـ 3 ؛ مرقس 10 ، 15 ؛ لوقا 18  17 ـ . إن هذا القول لا يعني براءة الأطفال فقط  ، وإنما المقصود أيضا هو قواعد التطور الأساسية ، التي يعود مرجعها إلى  وقت نوح 2 ) ، فإذا هو نموذج أساسي لدى الإنسان ، مرسوم من قديم الزمان ضاع قسم  من " طريقة إستعماله " . هذا الطريق  ممكن أن يقودنا إلى أبعد من إدراكنا العقلي  الحالي المحدود الأفق .

 

2) من ضمنها أيضا ينصب التغلب على الصفات ( " الشيطانية ) السلبية في خانة شفاء الإنشطار المذكور .
" على نسق سفينة نوح "هذا تعبير من علم النفس العميق من C.G.Jung إلخ...، كأشكال مختلفة  مما نعيشها من النماذج الرئيسية في كياننا الإنساني .  
لكن "النماذج الأصلية" تشتمل أيضًا على محتويات مخلوطة ومضللة بقدرٍ كبير. "الإله" كرجلٍ مسن، وتفصيلات "السماء" و"الجحيم" هي تلك الرموز "الأصلية" من "اللاوعي الجمعيّ". لكن ما الذي يعنيه ذلك على وجه الدقة، أمرٌ لم يعرفه يونج. على الأقل يتواجد جوهر هذه الطبقة من الوعي بما فيها من صور وتصورات محفورة في عقل الإنسان لدى كل البشر بقدرٍ كبيرٍ أو صغير على ما يبدو. بهذا ينتج ذلك كنوعٍ من الذكرى الأولى من وقتٍ مبكر للغاية من تاريخ البشرية - حتى قبل الأزمان المعروفة "للوعي الأسطوريّ" (...). تشتمل هذه الطبقة من الوعي أيضًا على تلك التناقضات الظاهرية فقط جزئيًا، مثلما يعايشها البشر (...). عند تدقيق النظر تتجلى صورة الإله لهذه الطبقة أكثر فأكثر في صورة كاريكاتير إشكاليّ للغاية للإله. (...). ولقد حاولت الحكايا الأسطورية التعامل إبداعيًا مع هذا العالم الرمزيّ، الأمر الذي قد يكون له مغزىً إلى حدٍ بعيد لدى الأطفال. لكن يستطيع البالغون الخروج عبر هذه الرموز، التي اتخذت جوانب بشرية عديدة. الفن في ذلك هو البحث عن الإله مباشرة بدلاً من التوقف عن ذلك تمامًا.

 

هذا لا يعني ، أن الإنسان يستطيع بقواه الذاتية وبدون أي شيئ أن يحقق هدفه . يسوع يقدم لنا طريقا حقيقيا  وكذلك أيضا القوة والرحمة لكي ننجح في مسيرتنا . المسيحيون الباحثون عن الحقيقة ، المتصوفون والكيمائيون ساروا بمثابرة دائمة على طرق الإكمال ( قارن مثلا متى 5 ، 48 ؛ يوحنا 10 ، 34 ؛ ... ) .

ومسيحيون آخرون إكتسبوا خبراتهم أيضا بوعي أو بدونه في هذا الإتجاه . وذلك بمعزل عن : فيما إذا ساروا طريقهم مقتادون من شعورهم الداخلي , أو فيما إذاعاشوا عقائدهم في حياتهم الإجتماعية ، ومن المستحسن القول : فيما إذ عاش الإنسان ـ بمعنى ما نسميه " المسيحية بكاملها " ـ  بالإندماج مع ما  قد ذكرناه سابقا . منذ آلاف السنين يبحث الإنسان في عدة حضارات مختلفة عن التمزق الداخلي الذي ينتابه ؛ فسعي الكيمائيين الطاويين الدائم وراء الإكمال ، وممارسة جميع أنواع اليوغا (تربية الروح) 3 )  والخ .. ؛ هي أفضل دليل على ذلك .

 

3) الكلمة الهندية يوغا تعني حرفيا : البحث عن إعادة الإرتباط بأصول كل الأشياء ، بالأزلية . ذاك لا يعني أن تلك الطرق يجب أن تقود إلى نفس الاهداف كما في الدين المسيحي .

 

" ألله الإنسان " أو الإنسان المرسل من الله يسوع المسيح ، " آدم الجديد " يشير إلى أن البشر يستطيعون إعادة أسترجاع وجمع قدراتهم المبعثرة ؛ وقد حان الأوان لإعادة الأمور المشوهة بخطورة إلى قواعدها . " لحسن حظ الأرض " قدر أن يربط مصدر نبع معنى الحيات وهو " ألله "  ويجمع أعلى الشعور الإنساني ويوحده في نفسه . وقد إستطاع أن يتغلب أيضا على جميع قوى الفساد . 

 وإذا أظهر تفاوت بين إنسان وآخر ، فلقد كان هو الإنسان الذي باستطاعته أن ينفذ ذلك بأسلوب ما . وبهذا يسهل على الإنسان أن يتابع مسيرته فوق هذا الطريق ، وعلى الأخص عندما يعمل ذالك بوعيه التام . وحتى لهؤلك ـ الذين لم يعلموا شيئا عن تاريخ يسوع ، فإن حياته بالإضافة إلى قيامته من بين الأموات ـ لم تبقى بالنسبة لهم بدون تاثير واضح في حياتهم ـ . وقد تبين للباحث R. Sheldrake   بأن الحيوانات التي تعيش على جزيرة معينة والتي تعلمت كفاءات جديدة ، فقد إستطاعت حيوانات من نفس الفصيلة على جزر أخرى  بعيدة عنها أيضا وفجأة أن تكتسب نفس القدرات بسرعة أكبر ، مما يدل على وجود نوع من مجال القوة المشترك في التأثير فيما  بينهم .

 

صلة الإنسان الداخلية بيسوع وبالله ممكن مبدئيا وجودها في القلب بدون وساطة الكنيسة ؛ ولكن العيش في مجتمع مسيحي ملائم يضيف إيجابيات على ذلك . التفسيرات المتناقضة التي إجتهدها فقهاء الدين عن كلية المسيح حيث قسمت وحدته إلى واعظ وإلى مصلح للمجتمع ؛ لا تقاس أكيدا باعتبارها نهاية الحكمة ؛ مع أن ذلك ممكن أن يكون مساعدة طفيفة لبعضهم ، وخاصة فيما إذا كان إطلاعهم يشمل عدة علوم في اللاهوت . كل فرد منا يستطيع الإتصال مباشرة بيسوع بالمسيح ، وإن كان ذلك في هدوء غرفته وحتى أيضا في ساحة السوق . وهذا ممكن الحصول عليه بمساعدة استعادة الذكريات إلى الأذهان من الصفات المكتسبة والمتوارثة ( الأناجيل ) .

إن الذين يتقبلون بوعي بأن المسيح لا يزال حيا موجود معنا على الرغم من موته ( بمفهوم آخر ـ وليس من خلال منظار دنيوي  ـ  فهناك عدة أدلة على ذلك ) ؛ حيث كل منا يتغلب على الموت الذي موجود ككائن نشعر به ، والإنسان يستطيع الإيمان بأن يسوع المسيح لا يزال حاضرا يعمل بيننا .  وهذا الشعور يصبح ممكنا ، " باسمه تعالى " وأيضا معه " الأخ الكبير "  لنصلي إلى الآب السماوي الذي هو كل شيئ  وفوق  كل شيئ . ( قارن يوحنا 15 ، 16 ؛ متى 6 ، 7 ـ 15 ؛ متى 18 ، 19 ـ 20 ) .

 

ألله هو منشئي وعوني وأملي!

موحدا مع يسوع المسيح * أقدم لك الشكر لكل شيئ آت من عندك ؛

سامحني، بما أبعدني عنك أيها الرب ** ؛

أرجوك يا ربي  أن تجعلني في خلوتي خلاقا بواسطة روحك *** ؛

إرفعني إلى طريقك .

 

 *)  وإذا كنت ترى أنه من الأقرب أن تستعين بمريم العذراء فذلك ممكن أيضا . فصفات الرجل وأيضا الإمرأة تسمو في الأعالي .

**)  وبذلك بستطيع الإنسان أن يسيطرعلى إحساساته الداخلية السلبية فيما إذا إعترضته

. 1) التأمل الداخلي ( مثلا الخوف الخباثة ؛ عدم المبالات التعجرف الشك المتزايد،  او مشكلة أو أي شيئ  وحتى فيما إذا حصل ذلك بالكلام او بالذهن قارن مثلا متى 5 ، 22 ) .

2 )بدلا عن الإمعان بشغل الفكر ، الأفضل التريث بهدوء لكي يعي الإنسان عن حول ما يدور الأمر به .

3)وبعد ذلك إلقاء عبئنا الثقيل الذي يشعر به جسدنا ،  بالصلاة على عاتق الرب (كما أنه يمكننا ان نسلم مسيرتنا في الحيات لربنا يسوع المسيح )

4)الإنتظار بهدوء إلى أن نشعر بمسحة من الإرتياح في أعماقنا  او لحتى يوحى إلينا " بالجواب " 

***) بالإختلاء بالنفس نستطيع إعادة الهدوء إلىالأحداث اليومية ، وبذلك ومع الصلاة  نستطيع أن نجد الراحة المطلوبة . وبعده نجد وضوحا في الأمور التي سوف تمر علينا .

 

أهمية الأخلااق  على هذا الطريق

 

سهل تمر به هذا الطريق وهو  " محبة الله "  الذي هو فوق كل شيئ " ومحبة الآخرين كالحب للذات " (أحب قريبك كما تحب نفسك) ( متى 19/19 ) " أي الحب للذات " . حب الإنسان لذاته يمكن أن يكون جزءا من الرغبة بالتعرف على طريقه في المجتمع . والحب يمكن أن يحقق الإتصال بالمسيح حيث أن الحكمة هى أهم مميزات يسوع المسيح . وطريق عمل الخير بمفهوم يسوع المسيح يوضح في آثاره الداخلية والمرئية طريق المسيح . يسوع المسيح إحتفظ بالأسس الأخلاقية المنصوصة ، فالإنسان " يحصد ( عادة ) ما قد زرع " ( كال 6/7 ) ؛ ولكن يسوع ركز أيضا على المسؤولية الشخصية بدلا عن التأ كيد على القاعدة الخارجية . وبذلك يمكن أن نشهد أن هناك في أعماق الإنسان شيئا ـ حتى وإن كان الشعور به كضمير فقط ـ يتجاوب مع يسوع المسيح مما يقود إلى نوع من " الولادة من جديد " ( يوحنا 3 ) . وهذا يعني أن الإنسان مع مرور الزمن يتجاوب أكثر وأكثر مع الروح ، تماما كما عاش ذلك يسوع المسيح من قبل . وهذا المنطلك في الداخل يمكن أن يحصل في القلب أو الروح أو في  العقل ، فالشعور بذلك يختلف من إنسان لآخر ـ ومهما إختلفت كيفية شعور الإنسان بيسوع المسيح أو بالقوى المرتبطة به ـ فمن المفيد أن يدرك الإنسان كلما أمكن ذلك ما هو ربما معروف للجميع ، كأساس يقام فوقه الإتصال المباشر ـ حتى ولو لم تكن في بادىء الأمر إمكانية تحقيق نتائج عظيمة ملموسة .

 

مع القوى الداخلية التي هي نعمة عطاء متطورة في أعماق الإنسان ، يستطاع الإتصال  والتقارب من الخارج بقوى الشفاء الكونية المنبثقة عن يسوع بما معناه ألله . وهنا أيضا تختلف طريقة عيش ذلك من فرد إلى آخر، وعلى كل حال سوف يظهر أثرها في البيئة التي نعيشها . بينما كان ذلك لحد الآن محصورا بأقلية من الذين أعتبروا متصوفين أو قديسين ، فإن تلك الظاهرة تنتشر في وقتنا الحالي الذي يقترب إلى دينونة العالم  بازدياد في أبسط البشر، ومما يجب علينا ذكره أنه من المحتمل أن معنى ذلك  لم يفهم كليا . هذا الفعل ذو الأثر الكوني من الخارج إما يستقبل من الأنسان أو يصطدم مؤلما بحواجز البعض الآخر الذين لم يوسعون قلوبهم بحيث أنهم يشعرون بذلك وكأنه دينونة لهم .

 

يا رب قودني بحيث لا أكون عثرة للذين يتبعون طريقك ؛

أرشدني لكي أستطيع مساعدة الآخرين بمفهومك؛

أحرسني فوق طريقي* ؛

 

*) هنا يستطاع ذكر تفاصيل متعددة  وإلحاقها بالقيام  بتأمل روحي مثلا على ذلك إنهاء التأرجح بين العنف وضد العنف حيث يقام حوار سلمي في الدين بين ذوي النية الطيبة .

**) لوقا  11 : 2 ؛ 21 : 31 .الرؤيا 11 : 16 . الله يوزع المحبة التي أعطيت له .

 

  

 

 التشابه الكبيرفي تطور الحضارات منذ العصور الأولى

 

كما في تطور الطفل حتى يصبح بالغا بالعمر فكذلك أيضا تطورت حضارات الإنسان في درجات توعيته. من جهة جلب هذا معه قوى وإمكانيات جديدة ( آفاق إضافية في حرية الإرادة ، في الشعور وفي حرية الفكر ) ومن جهة أخرى نقص إلمام الإنسان بانتمائه للخالق وتراكمت نفسه الهموم . ( راجع ما كتبه " Jean Gebser " " الماضي والحاضر " بالتتابع : حضارات العصور القديمة ، الشعوذة ، الأسطورية ، الوعي بالعقل ؛ علاوة على ذلك إستطاع وعي الإنسان أن يتطور بتكامل أكبر، وهذا من الممكن تسميته أيضا الوعي العقلاني . ) . مثاليون مشهورون في القدوة لعبوا دورا هاما وحاسما بإظهار وإطلاق القوى الحضارية منذ أول نموها وتطويرها ، وقد تابعوا طريقهم ذاك على الرغم من المعاكسات التي قامت ضدهم ، والجدير بالذكر أيضا إنهم تعرضوا بسبب ذلك لخسائر كانت غالبا جسيمة . في وقتنا الحاضر يظهر واضحا أن الإنسان وجميع شعوب الأرض يعانون اليوم من المثول أمام تحدي مصيري يقودهم من جديد "  لضمان بقائهم  على قيد الحيات " إلى القيام بخطوات صغيرة وكبيرة بإتجاه التطور بالمقادير أو بما يسمى " السباق نحو الكميات ". 4 ) وهذا طبعا ما كان يهم الإنسان منذ ألفي سنة . ولكن ذلك لايجب أن يتم على حساب الإمكانيات العقلية التي حصلنا عليها لحد الآن . إذا عدد كاف من أفراد البشر إجتهدوا بتطوير وعي عقلاني متكامل ، وثابرواعلى الإتصال بالمنشأ الإلهي 1) ، فمن الممكن بمساعدة الرب تعالى التغلب على نهاية العالم وتجنب الكوارث . إنه أيضا من المستحسن بناء علاقات دنيوية مع عاملي الحركات الإصلاحية الناشطة ومنها حركة السلام الإصلاحية وغيرها ... ، وجميع أصحاب النوايا الحسنة يلعبون دورهم " الضروري " في هذه " اللعبة " . الواقع هو أن كثير من البشر ـ  من جميع العقائد الدينية  المتبعة المختلفة ـ يبحثون بتواصل ظاهر للعيان ، فيذهبون إلى الأمام للإطلاع على المستقبل ويساعدون أيضا كي ينتصرالإنسان على ما عاش من أزمات الماضي وإصلاحه ، حتى ولو بقيت هناك رواسب ماضي " قليلة الأهمية " . إنه التساؤل الدائم عن أولوية الوجود هل الدجاجة أو البيضة ، هل الهدف هو سعي الإنسان  الخارجي لإنقاذ نفسه في هذه الدنيا ، أو الهدف هو الشعور بالوعي الموجود بداخلنا والمضي باستمرار بتطويره . وبنفس الوقت يجب علينا بإستمرار تحويل وتجديد درجات القيم التي نعيشها حاليا ، لأن الإنسان لا يستطيع أن يتصور إلى أين يقوده تعلقه ببرامجه الحالية التي أصبحت قديمة . وعلى كل حال  كما أن جزءا هوقسم من الكل ، فكل عمل صالح هو قسم من الكمال .

4) إن رأي Herbert Gruhl التشاؤمي في كتابه الأخير " الصعود إلى السماء هو الصعود إلى لا شيئ" لا يؤخذ بعين الإعتبار وكأنه منتهى الحكمة ، لأنه غض النظر ـ عن تطورمنبع القوة الذي يستطاع لمسها ـ وهذه القوة هي بدون شك فرصة أمل موجودة وهي : الله .

 

يا ربي ألهم الإنسان بأن يضع قرار الحيات والموت فقط بين يديك *)

أعضد الذين يعملون في خلقك ؛

قود هذا العالم لإختراق الطريق إلى عالم الإستبشار والأمل الجديد . **)

 

*) هنا يستطاع ذكر تفاصيل متعددة  وإلحاقها بالقيام  بتأمل روحي مثلا على ذلك إنهاء التأرجح بين العنف وضد العنف حيث يقام حوار سلمي في الدين بين ذوي النية الطيبة .

**) لوقا  11 : 2 ؛ 21 : 31 .الرؤيا 11 : 16 . الله يوزع المحبة التي أعطيت له .

 

 

العودة إلى الله لا تزال مرتقبة في أبعادها الصغيرة والكبيرة .

يوحنا 16، 12 ـ 13 :  ما زال عندي أمور كثيرة أقولها لكم ، ولكنكم الآن تعجزون عن إحتمالها .

ولكن ، عندما يأتيكم روح الحق يرشدكم إلى الحق كله ،

لأنه لا يقول شيئا من عنده ، بل يخبركم بما يسمعه ،

ويطلعكم على سوف ما يحدث .

 

طرق يسوع المسيح

 

 

 أهمية المبادئ الأساسية في القيم الأخلاقية

 

عوضا عن أن تكون التأثيرات الخارجية القانونية والعرفية مقادا لنا فقد اهتم المسيح بوضع القيم الأخلاقية والأدبية في الإنسان والتي أحياها في كل منا . هذه القيم الموجودة في أعماقنا لم نكتسبها بواسطة التأثيرات الخارجية وإنما بحيات يستطيع الإنسان أن يعيشها " بمحبة الله ومحبة القريب ومحبة الذات " " أحبوا بعضكم بعضا " ( يوحنا 13;34)  هذه هي القوة التي تمكننا أن نتجاوب مع أعماق ضميرنا . محبة الله تمكننا أن نفهم أهدافه السامية . وعندما يمارس أفراد أزواج وجماعات هذه المحبة الشاملة فهناك يستطيع الإنسان أن يرى التباين في الحيات . بقدر ما يعيش الكل ذلك فبأكثر قدر تبدوا عدم أهمية القواعد الخارجية الدنيوية بتفاصيلها .

 

على الرغم من ذلك وعلى سبيل المثال إن" الوصايا العشرة " من العهد القديم لا تعتبر  قديمة وإنما لا تزال حاضرة اليوم بتأثيرها فينا . الوصايا العشرة لا تخضع للقواعد النموذجية وإنما تتجاوب مع تفاصيل التطور الحضاري . النبي موسى كان قد أوحي له بقيم أخلاقية عالية المستوى ولكنه على ما يظهر قدم ذلك إلى شعبه الغير بالغ فكريا بأسلوب مبسط ليسهل عليه فهمه . تلك القيم الأخلاقية الأساسية موجودة نفسها في المسيحية واليهودية وفي الإسلام ، وهناك قواعد وأسس  مماثلة لها في جميع الديانات الأخرى ،

حيث تبين ذلك في : " الإعلان المنبثق عن البرلمان لللأديان العالمية بعلم الأخلاق " ( لنا صفحة خاصة بهذا الصدد في الإنترنت ) . كيان الموضوع يدور حول ما يلي : معاملة الإنسان للآخرين كما يريد هو أن يعامل من الآخرين ؛ معنى ذلك عدم إلحاق الضرر بالآخرين وإنما تقديم المساعدة للغير . إن ذلك ضرورة مصيرية  في حيات الإنسان" فالإنسان يحصد ما قد زرع " ( الرسالة إلى أهل غلاطية 6,7 ; 2.كورنثس 9,6 ) أهم المقاييس في حياتنا في العصر الحاضر هي كما ورد في صلات  " أبانا الذي في السماوات "" ليأتي ملكوتك " ( متى 6 ) ، وكما وعظ المسيح في عظة الجبل " الودعاء يملكون ملكوت الأرض " .

 وبمعنى آخر هناك عدة وجهات نظر تنتج عن ما ذكرنا سابقا وهي ضرورية جدا في مختلف مراحل كياننا الحياتي . إن الأخلاقيات في عظة الجبل تعتبرها بعض العقائد المسيحية وحتى لو كان ذلك غير صحيح بأنها  " نزاهة أخلاق " فقط. وهي في الواقع لا تعطي مقياسا اوتوماتيكيا لتصرفاتنا كمثلا على ذلك ، فهي لا توصي بإتخاذ قرارات سياسية معينة ؛ ولكن ممكن إعتبارها جدولا لذلك . وحيث هناك علاقات مشتركة بين البشر فهي تقود الفردإلى الشعور بالمسؤؤلية المتبادلة في الحيات الإجتماعية المشتركة " نزاهة الأخلاق " هذه المطلوبة  في خاصة حيات كل منا ،لا يجب علينا أن نتوقعها أوتوماتيكيا في كل فرد منا ، وهذا بالذات ما كان ممكن أن أراد المسيح أن يقوله.

 

كل فرد منا مسؤول عن قسم من ما يحدث في هذا الكون ،  وحصته هذه لا يستطيع أن يحملها للغير فيما إذا أخطأ بتصرفاته . إن إتهام الآخرين بالذنب ليس هو غالبا جدير بالصواب ، كما هو مألوف عادة في النزاع القانوني .  وأيضا هناك مجموعات وغيرها  يقومون بأعمال مفروضة عليهم إيجابية أو سلبية من خلال  " حقل علمهم " الذي يمثلونه فهم يحملون أيضا مسؤولية إضافية . فبذلك يحتاجون جميعهم إلى ما يسمى بالقوانين الأخلاقية ( كما هو موجود في قوانين الشرف المهنية ) . بالإضافة إلى الأخلاقيات الفردية فالمجتمع بحاجة إلى " الأخلاقيات البناءة " . تطبيق القوانين بحذافيرها فقط لا يستطيع أن يحل وحده محل ما ذكرناه سابقا .

 

الوصايا من النبي موسى
( 2 النبي موسى = الهجرة 20 )

الأسس الأخلاقيّة في القرآن الكريم

الأسس الأخلاقيّة العالميّة

1. أنا الرب إلهك ، لا تعبد ربّاً آخراً إلى جانبي . يجب أن لا تصنع صورة لربّك.

2. لا تسيئ في إستعمال كلمة الرب، لا تسيئ إلى الله ، (لأن الله يعاقب من أساء في استعمال إسمه)

لا تجعل مع الله إلهاً آخر "كما في السورة 17,22*"

(الحوار حول التفاهم الديني بما يتعلق "بالأسس الأخلاقيّة العالميّة" لم يدور حول ألوهيّة الأديان المختلفة.

وإنّما كان الهدف وبما يتعلق بالبوذيّة على سبيل المثال الوصول بالإعتراف الإجماعي "كآخر الحقائق الواقعيّة" بأن هناك يوجد شيئاً آخر في ما وراء الحقائق الماديّة.)

3. قدّس يوم الرب/ يوم السبت

يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله.....
"كما في السورة 62,9*"

 

4. أكرم أباك وأمّك ( فيطول عمرك في الأرض التي وهبك الله إياها)

.......وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً
"كما في السورة 17,23 إلى 26*"

 

5. لا تقتل/لا تجني على أحد

ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله ....
"كما في السورة 17,33 و 5,32*"

الإلتزام بالتراث الحضاري في التخلي عن العنف وإحترام الحياة بشكل عام....

6. لا تزني **

ولا تقربوا الزنى ....
"كما في السورة 17,32*"

الإلتزام بالتراث الحضاري في الإعتراف بالمساواة بين علاقة الرجل بالإمرأة ( وضد التصرّف الهدام في العلاقات الجنسيّة.)

7. لا تسرق

9. لا تشتهي بيت قريبك

10. لا تشتهي إمرأة قريبك ، خدمه ، خادماته ، عجله ، حماره ، كل ما يملكه قريبك

والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءاً بما كسبا نكالاً من الله.....
"كما في السورة 5,38 *"
فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فأن الله يتوب عليه ...
"كما في السورة 5,41*"

الإلتزام بالتراث الحضاري في مضمار التعاضد والتعاون المشترك للوصول إلى العدالة في الأنظمة الإقتصاديّة العالميّة ...

8. لا تشهد بالزور ضدّ قريبك ، لا تكذب

يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء الله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين....
"كما في السورة 4,135 *"
وفي النفاق ....
"كما في السورة 2,188*"

الإلتزام بالتراث الحضاري في إطار التسامح والعيش المشترك بأمان.

 *) أرقام السورات المدوّنة أعلاه اُخذت عن الأرقام المدوّنة في كتب المناطق الإسلاميّة المصريّة، الرجاء البحث في الأرقام التابعة أو في الأرقام السابقة عن أرقام السورات في الكتب الأخرى وشكراً.

**) في هذا المجال ـ الذي نوقش في المؤتمر الديني ـ أضاف وناقش المؤتمرون وجهات نظر مختلفة  بما يعني أن التفاصيل التي أضيفت من البعض لا يجب إعتبارها موافقة للجميع . لم يفرق سابقا بالنسبة إلى وقتنا الحاضر بين المبادئ الدينية وبين القوانين الدنيوية ؛ مما لايعني أن الهدف الذي نتجه إليه هو التضارب بين القوانين والعقيدة .

من الممكن أن يعود علينا بالإفادة فيما إذا وضعنا جدولا يضم ما ينقصنا من صفات حميدة من جهة ومن جهة أخرى ما نتحلى به من صفات إيجابية ، ونحاول من خلال ذلك بوعي كامل أن نتجاوب مع التقدم التقني . وهنا يوجد عدة إمكانيات للعمل بنجاح في هذا المجال :

أولا . المباشرة بالعمل للتخلص من الخصال المعقدة التي سببها عبء الحيات فينا . النية الطيبة بأخذ عهود  طيبة على نفسنا وإلخ.. أهم ما قال المسيح " إقلع أولا الخشبة من عينك ... " ( متى 7, 1-5) . كما في الإسلام أيضا فالجهاد ضد النفس ما يسمى " الجهاد الكبير " الكفاح المقدس الكبير "  مما معناه شيئ أعظم جدا من الإختلافات الدنيوية .

ثانيا . التعويض المباشر عن الأضرار التي ألحقناها بالآخرين .

ثالثا . المسامحة المباشرة فيما بيننا ، وعلى قدر الإمكان . أو بالأحرى محاولة حل المعضلات بالصلات للرب والإستسلام له بالإضافة إلى ذلك المسامحة الداخلية في نفسنا . وهذا كان مهما جدا بالنسبة ليسوع المسيح وقد تكلم عن الإصلاح " حتى تكون قد وفيت ما عليك إلى آخر فلس ! " ( لوقا 12,59) .

رابعا . عوضا عن إلحاق الضرر بالآخرين ، فهناك عدة طرق يستطيع بها الإنسان بالقيام بأعمال صالحة تجاه الآخرين . الإنسان يتقارب من الله ولو بطرق غير مباشرة ، فعندما يقوم الفرد بأعمال خيرية حيث يشترك في المنظمات لخدمة المحتاجين مما يدفعنا مباشرة إلى طريق الإصلاح الذاتي فبذلك يبدو واضحا " من يزرع ومن يحصد " راجع يوحنا ( 4,37 ) مما يتناسب مع متى 21-20 ,7 : .....إذن من ثمارهم تعرفونهم . ليس كل من يقول لي : يا رب ، يا رب ! يدخل ملكوت السماوات ، بل من يعمل بإرادة أبي الذي في السماوات " .

خامسا ." تضرعوا إلى الله بإسمي " أطلبوا منه الغفران والرحمة ، فهي  في مراحل  تطورنا الحياتية هذه المساعدة الأساسية التي لا تعطى من الأخلاقية البشرية . مصيرنا لا يجب أن يقاد ميكانيكيا ، وإنما علينا أن نشعر بأن مصيرنا مقادا من الله ، وعندها يتابع  كل شيئ تطوره الطبيعي  ويصلح نفسه ويصبح مقادا من حكمة عالية السمو، تعود فائدتها بأفضل وجه على الفرد وعلى محيطه أيضا .

 

 ( ... )

طُرُقُ يسوع المسيح

أهمية  وجهات النظر في الدين المسيحي بما يتعلق بالقضايا الإقتصادية والإجتماعية

  

الجدير بالذكر ، وهذا ما أثبتته دراسات وبحوث علمية ، هو أن الإنسان ليس مقادا فقط من أنانيته البحتة كما إفترضت ذلك بعض النظريات الإقتصادية التحررية *). إن الذين تقودهم فقط منفعتهم الخاصة هم من الأقليات . أكثرية البشر يلعب الدور الأكبر في حياتهم التعاون المتبادل . " إنكار الذات " هو أيضا كالأنانية لا يقود أوتوماتيكيا إلى ما فيه مصلحة المجتمع ، ولكن ذلك قد يقود إلى تأليف نوع من الجمعيات التي لا يستفيد منها مجتمعنا . الذي يعود بفائدة أكبر على الإنسان وعلى المجتمع هو إتخاذ القرار بالتصرف من خلال الوعي والشعور الأخلاقي .

 

هنا تستطيع الأخلاقيات الدينية المنعبثة عن أعماق النفس أن تكون بادرة إنطلاق حسنة . إن الإنسان مكون من شخصية ذات صفات فردية وأيضا وبنفس الوقت إجتماعية . الثقة بالنفس لا الإعتداد بالنفس بالإضافة إلى التعاضد مع الآخرين هي صفات مفيدة يستطيع الإنسان أن يتدرب عليها ويتعلمها. إذ يظهر لنا وكما أن الأنانية هي الصفات الطاغية في المجتمعات الغربية حيث لا وجود لصفات التضحية للآخرين فإن ذلك تعود أسبابه إلى الطريقة الصارمة القاسية المتبعة بالتربية في ذلك المجتمع . الأنظمة الإشتراكية بنت وركزت مبادئها فقط على التضامن والتعاون المشترك في المجتمع ولكنها بالمقابل غضت النظر عن الرغبات الفردية المرتبطة مباشرة بالحرية الضرورية التي يحتاج لها الإنسان وبذلك جرد المرء مما هو بحاجة ماسة إليه . وعندما يفتقد المرء إلى الإتزان والإعتدال في مجتمعه فهو يجد نفسه مضطرا قريبا أو بعيدا إلى توجيه الإنتقاد والإعتراض وإلخ...وهنا نستطيع القول فإما يتعلم الإنسان في الوقت المناسب من أغلاطه أويتجه نحو التدهور . وذلك بالذات ما نراه يحصل حاليا في الشركات والأنظمة الإقتصادية ذات الصفات الكونية المتحدة . يسوع المسيح نبهنا عن ذلك حيث قال لنا إبدؤا بحل معضلات بيوتكم أولا كما أتى في ( متى 7 ) .

 

الحقيقة إن عظة الجبل ( متى 5ـ7 ) **) وإلخ.... ليست لتؤخذ حرفيا كما وردت كإرشاد لتصرفاتنا الإجتماعية . وعلى كل حال فإن المسيح لم يدع بتلك الوعظة أو يقصد فيها الإنقسام في الشعور النفسي ، فمثلا على ذلك : تصرفنا في حياتنا الخاصة من ضمن محبة الآخرين وتصرفاتنا في حياتنا المهنية والإجتماعية من ضمن المبادئ المتاجنسة مع بعضها . إنها لأخلاقيات جيدة وجدية ***) تثبت صلاحيتها على جميع المستويات ويمكن تطبيقها في كل الكون . ومثل آخر على ذلك قيم الشفقة والرحمة التي خص بها يسوع المسيح الفقراء والمظلومين، فهي بدون شك ، بغض النظر عن ما تقوم الكنيسة به من أعمال خيرية ، لها قيمتها ومنفعتها في كل مجتمع وأيضا كذلك في المؤسسات والشركات التجارية وقد ذكر ذلك واضحا في متى 22،14/ ومرقص 12:17 حيث يظهر معنى تلك الحقيقة عندما  تطبق عمليا ، وبالإضافة إلى الرحمة والشفقة تقديم العشر والذي وصى به المسيح أيضا، وهذا يعني بعد دفع الضرائب للرومان التبرع بالعشر من ثرواتنا وأموالنا للمشاريع الخيرية لمساعدة المحتاجين .
الإستعداد للمساعدة في معنى يسوع المسيح مبنيّ على قرارات طوعية فقط ، وإنه من غير الممكن أن يكون مستمداً مباشرة من وجهة نظر إعادة التوزيع القسري . مع أخذ - الوصيّتان 9 و10 " يجب عليك أن لا تطمع ..... بـما يمـلـكه جارك " أولاً وأخيرا - بعين الإعتبار.

الأمثال التي أعطيت عن متى 25،14ـ30 / وعن لوقى 19 ذكرت فيها النسب المادية والمألوفة بوضوح أكبر .

 وفي هذا الصدد ( عن لوقى كمثل على ذلك : الموقف الأخلاقي لموظف الجمرك ، والأمثال المذكورة عن متى عن قوة الإعتقاد لدى النساء الباكرات ) وهذا ما يرينا ويوضح لنا التفاصيل ذات الصفة الموسعة والتي هي أفضل بكثير من الحصول على الثروات المادية مما يعني الأموال . وذلك يصبح أكثر وضوح في لوقا 12،33 ، حيث أن القيم الروحية يجب أن تعلو على القيم المادية . على الرغم من ذلك يشار إلى المسؤولية الملقات على عاتق أصحاب السلعات والبضائع والتي هي بالذات الثروات المادية . بمساعدة المظلومين والفقراء تأخذ القيم المادية قيمتها الفعلية ، وذلك عوضا عن إعتبار المادة بدون قيمة في هذا المجال . هذا يتوقف طبعا على فيما إذا إعتبرنا المادة هي الهدف الرئيسي في الحيات أو إذا إعتبرناها كوسيلة لتحقيق الأهداف العادلة كما ورد في متى 6،24 : لا يستطيع الإنسان أن يعبد الله والمال معا .

 

على سبيل المثال : إن الكذب والخداع والمعاملة السيئة للغير ، كما أن الخداع بخلق مشاريع وترويجها على البسطاء على الرغم من عدم فعاليتها هو أكيد ليس بمعنى المسؤولية الملقات على عاتقنا ، وهذا ما حاول المسيح أن يوضحه لنا على مدى خطواته. المسيح ما قد علم بوضع الممنوعات إجباريا في المقدمة وإنما كان الهدف ببشارته هو الإنصاف والعدل بالمعاملة فيما بيننا.

 

الإسلام حرم تقاضي الفائدة على الأموال . وهناك عدة نصائح متشابهة موجودة في الإنجيل والتورات في المسيحية واليهودية

من التورات عن هيزيكيل 18:8 و 9: الذي لايتعاطى الربى ، الذي لا يتقاضى فوائد باهظة ، الذي لا تظلم يده أحدا ، الذي يكون عادلا بحكمه ، الذي يمشي على عدلي وعلى وصاياي ، والذي يأخذ ذلك بعين الإعتبار : هو رجل مؤمن ، يستحق  الحيات ، هذا ما قاله الرب الرب .

س. أ. حيزرا 7:24 ( الفائدة والجمارك ـ والضرائب المحرمة حيال بعض المهن )؛ من الممكن أن تكون تلك الأقوال 28:8 قصدت ما يلي : كيفية إستعمال تلك الفوائد وأرباح الأموال الناتجة عنها .

س. ا. 23:23 و م.ت. 17:24 .

 

ويشجع الكتاب المقدس ، بعدم عمل الديون التي لست بحاجة إليها كما في (أقوال 22:07) ، والتخطيط للمستقبل كما في (أقوال 21:05) ، وكما هو الاعتبار في الحكمة وفي المنطق لتعلم أشياء جديدة باستمرار وعلى سبيل المثال ، في (أقوال 4:5 إلى 8) . وقد وُصّي بالتوفير وبالإدّخار ؛ وفي حد ذاته فإن "العشْر" الذي يجب إدخاره سنويّاً لكي يتمكن الإنسان السفر في الأعياد إلى الأراضي المقدّسة وخاصّة لكي يكون جاهزاً على إعطاء الهبات للمحتاجين في تلك الحالات (سفر التكوين 5 موسى :14 إلى 27-22) . ومن جهته فقد حث الرسول بولس المسيحيين على الإدخار شيئاً في كل أسبوع ليكون عند الحاجة لمساعدة الإخوة المسيحيين في حالات الطوارئ (1. كورينثر 16:1,2) ، وإتخاذ موقف معتدل في التعامل مع المجموعات القريبة من المتاع الدنيويّ (1. تيموتيوس 6:8) . وقد وجّه يسوع المسيح النظر إلى الحاجة لحساب إذا ما كان هناك ما يكفي من المال قبل الإبتداء"على سبيل المثال" ببناء مشروع عمار ما ؛ كما ورد في (لوقا 14:28) . والأخذ بتأمين الإمكانيّات الإقتصاديّة بشكل مستدام بعين الإعتبار هو من المسؤوليّات الضروريّة كعلاج ووقاية عند الحاجة وحتّى في يومنا هذا :

وإن الديون الضخمة المثقلة في المجاليْن الخاصّ والعامّ هي المسبّب الرئيسيّ في عدم الإستقرار الماليّ العالميّ .

صفحة الإنترنت : طُرُقُ يسوع المسيح ليست لها أيّة أهداف سياسيّة ؛ ولكنها تضع هنا وجهة نظر عامّة فقط .

 

*) عن السيد Ernst Fehr مدير كلية العلوم الإقتصادية الإمبيرية في جامعة زوريخ  بعد مقابلة وحديث معه تحت عنوان  " محور العلوم " في آذار مارس سنة 2002 عن " اللاذاتية المتبادلة... " .

 **) من وجهة النظر الروحية المكثفة توضح هذه القيم الأخلاقية ومواضيعها في وعظة الجبل ليسوع المسيح ، وقد وضعت تلك الوعظة في عدة لغات أخرى .

 ***) راجعوا صفحتنا الخاصة " أسس القيم الأخلاقية " .

 

علوم الطبيعة والإيمان بالله .

 

يسوع المسيح إعترف بأن بعض الأشخاص يحتاجون في عقيدتهم إلى منظار خارجي بالإضافة إلى مقاييس ، أرقام ، وميازين كما وضح ذلك في شخص توماس تلميذ المسيح الذي كان مثلا للإعتقاد بالعلوم الطبيعية (.....) .عندما مثل يسوع المسيح أمامه بغية التأكد من أن المسيح هو بالفعل الشخص الماثل أمامه؛ فقال له يسوع :" لا تكون بدون إيمان وإنما أؤمن " . بما يعني إنه بعد الخبرة التي حصل عليها توماس يجب عليه أن يعود إلى داخل قلبه ويقوي إيمانه بحيث يزرع في قلبه جذور الإيمان الخالية من الشكوك ، هذا معناه " الإقتناع بالحقيقة " . ما وجب قوله بعد ذلك من قبل المسيح ؛ يعني أيضا أن توماس لم يكن متشككا أو سيئ الظن حيث أن الحقيقة " أذهلته " أو " أجبر " من خلال ذلك بالإيمان خوفا من العقاب ؛ وإنما إيمان توماس هو مبني على العقيدة المنبعثة من القلب إلى الخارج ( أو لا ) . على الرغم من ذلك وجب عليه معرفة الإيمان من الداخل بدون التأثيرات والعوامل الخارجية . يسوع المسيح عرف تمام المعرفة ما هو كان ويتناسب مع توماس ؛لم تكن غاية المسيح أن يجبر أحدا على الإيمان والذي هو من صفات المحاكم ؛ لم يكن هدف المسيح إقناع أي شخص لم يكن ناضجا ومتخذا لقرار ما أو إستفزازه للرجوع عن قراره .

 

العلم الذي يرفض الخبرات المحصلة ولا يعترف بها عند عدم تناسبها مع الصورة الدنيوية المألوفة ؛ لا يستحق أن يسمى بالعلم . العباقرة الأصليون (....) لم يقوموا بإدارة العلوم المعروفة وإنما بالعكس تماما ؛ إنهم قد ركزوا إهتماماتهم على الأبحاث العلمية الغامضة . تلك الأبحاث ممكن أن تقود إلى طريق الإيمان هذا فيما إذا كانت دوافع تلك الأبحاث العلمية شريفة لا تتعرض إلى ضغوط شخصية ومكاسب تجارية .

 

الأعمال الخارجية ـ في علوم الطبيعة التي يقام فيها البحث عن النظريات ، المراقبة ، الدراسات المتعلقة بالعلوم النفسية والعقائدية ـ لا تكفي لوحدها . هناك إمكانيات ضخمة أخرى لها إعتراف بها بما يتعلق بالوجود البشري والطبيعة التي لا علاقة لها بالقوانين العلمية ، الفيزيائية أو المادية والتي أيضا لها مفعولها الكبير : القوى الحياتية ، التأثيرات الروحية ، القوة الفكرية الوعي .(.....) أيضا كذلك البنود العلمية الجديدة لنظرية الكمية والعلماء الباحثون في علوم الجيو ، فيزياء الفضاء والبيولوجي الجديدة وأخيرا علوم الباراديكما المركزة بأبحاثها على الصورة العالمية . كل تلك العلوم المذكورة تتجه إلى (....) صورة العالم القديمة ، المادة المؤلفة من الجزيئات ، الحوادث الآلية البسيطة كل ذالك يبدأ تدريجيا بالتفكك (....).

ما هي الأسباب / من الذي يخلق تلك المواد والقدرات الجديدة ومن الذي يذوّبها ؟ من هو الذي يخترق بتواصل الزمن والمكان ؟ هل الإنسان فعلا هو صورة وذرة من الله ( راجع جينيزيس 1،26 )؟

هذا العالم ، بما فيه من أحياء ، وجزيئات مادية يحتوي على نظام من أعلى درجات التنظيم الخارقة والإتجاه الهدفي بأفضل المعاني ـ على الرغم من ذلك هناك وجود للفوضى ـ مما يقودنا إلى السؤال البديهي فيما إذا كان ذلك إنجاز فني ضخم أو " تطوّر بطريق الصدفة " (...) من وراء هذه النظرية يصبح من الصعب الإيمان بالله . ومن وراء ذلك لم يستطيع العلماء ماكس توركوف وجورج تودورف وغيرهم أيضا من العلماء الإيمان بالله .

 

الرجوع إلى الصفحة الرئيسية

 http://www.ways-of-christ.com/ar/index.html

 

طُرُقُ يسوع المسيح ، مساهمته بتطوير وتحويل
 الشعور في قلب الإنسان  والذي أدى إلى تغيير
المعالم البشرية علىالأرض :
 صفحة معلومات حرة مستقلة بوجهات نظر
حديثة من بحوث علمية مبنية على مجال من الخبرات الواسعة ؛ بالإضافة إلى تعليمات عملية تفيدنا في تطورنا الذاتي .

 

طُرُقُ يسوع المسيح

http://www.ways-of-christ.com/ar

 

ملاحظة: حقوق الطبع

 يُسمح بطبع ونسخ هذه الصفحة الإلكترونية والرجاء تداولها بدون تغيير فيها .

 أُنتجت في غضون سنة 1991 ـ 2014 ؛ وُضعت في الإنترنت لأول مرة في 30 /01 /2001 ؛

 هذه نسخة مفصلة طبق الأصل عن النص الأساسي باللغة العربية وهذا النص المفصل موجود فقط     بلغات معينة .

 المؤلف: موضوع طُرُقُ المسيح (Ways of Christ)

صفحة "طرق يسوع المسيح " الإلكترونية في الإنترنت ، هذه الصفحة هي مشروع هدفه البحث العلمي وإعطاء المعلومات العلمية فقط عن تلك الأبحاث . نحن نكرر في هذا الصدد حيادنا المطلق حيث لا علاقة مباشرة أوغير مباشرة لنا لا بالكنيسة ولا بطائفة من الطوائف او غيرها من الإتجاهات الدينية الأخرى ( إننا لا نريد توجيه إنتقاد أو مواجهة لأي من الأديان أو العقائد الدينية ) . الهدف من هذه الصفحة الإلكترونية هو إنماء العلاقات السلمية والتفاهم والحوار العميق بين الأديان والعقائد المختلفة . " طرق يسوع المسيح " ليست لها طموحات مادية ولا تهدف إلى منفعة إقتصادية أو أي نفوذ سياسي . طرق يسوع المسيح ليس هدفها التبشير بالدين أو البحث عن إدخال أعضاء بأي مؤسسة أو جمعية.

 E-Mail البريد الإلكتروني : إلى طُرُق يسوع المسيح !  

 أنظر إلى الإستمارة في نهاية هذه الصفحة .

إذا كان بإستطاعتكم فالرجاء مراسلتنا باللغة الإنكليزية ، بالألمانية أو بالفرنسية .


 هناك نص مطبوع باللغة الألمانية تستطيع طلبه لدى : "  Bewusst
 الناشر وصاحب العلاقة لحقوق الطبع :

 O. Boehm
.